انتقد بشدة أمين عام الجبهة الديمقراطية الأحوازية،تسمية “الأقلية العربية” التي استخدمها «سمو الأمير تركي الفيصل»، رئيس جهاز المخابرات السعودية السابق ،على الشعب العربي الأحوازي في كلمته التي القائها يوم أمس في “مؤتمر المعارضة الإيرانية”.
وقال صلاح الأحوازي،امين عام الجبهة الديمقراطية الأحوازية،لــ وكالة أنباء تستر،”أن كلمة سمو الأمير تركي فيها تكرار الاخطاء العربية في التعامل مع العدو الايراني وكذلك مع القضية الاحوازية”.
ويعتقد البعض ان على المملكة دعم منظمة مجاهدي خلق الايرانية لانها تمثل المعارضة الاقوى ضد الدولة الايرانية الصفوية، لان الاخيرة أي ايران تدعم الجماعات المعارضة و المرتزقة في الدول العربية وبذلك يمكن ايصال رسالة واضحة للدولة الفارسية انه لدى المملكة ورقة يمكن استغلالها ضد ايران.
وأضاف أن الأمير تركي وقع في خطاء فادح , وذلك للاسباب التالية:”اولا منظمة مجاهدي خلق منظمة معزولة و ليس لديها انصار او قاعدة في جغرافية ما تسمى بايران ولا خارجه ولا تعد منظمة وطنية بين الايرانيين المتشبعين بالنزعة العنصرية الفارسية بعد ان استقرت في العراق ابان الحرب التوسعية الايرانية ضد العراق الشقيق واذا كان غير ذلك لما جمعت بالاموال كل الحاضرين للسياحة في مؤتمر باريس السنوي و غالبيتهم الساحقة من غير الايرانيين و من جنسيات مختلفة مقابل مبالغ زهيدة ويعرف الجميع ان هناك اكثر من ستة ملائين ممن يحملون الجنسية الايرانية في المهجر وفي الولايات المتحدة الامريكية وحدها اكثر من مليون و نصف المليون مهاجر اغلبهم يحملون الجنسية الامريكية. فلوا كانت تعتبر منظمة وطنية لما احتاجت ان تدفع للاجئين البؤساء اجرة سيارات وفنادق للحضور في المهرجان الاعلامي السنوي” .
مؤكداً ان الايرانيين اليوم ليس هم الايرانيين ثورة 1979 الذي تغلبت عليهم الشعارات الدينية والطائفية حتى يتبعون من جديد المنظمات الدينية والطائفية خاصة منظمة مجاهدي خلق الطائفية الراديكالية التي اسست على الافكار الصفوية الفارسية و مناهضتها لاهل السنة و خاصة بني امية باعتبارها الدولة الاسلامية الاكثر عداء للفرس. بل على العكس تماما ان الايرانيين الفرس اليوم يحقدون على كل ما هو ديني وله جذور عربية شيعية كانت ام سنية و يعودون الى ديانتهم الزرادشتية و ينتمون الى الديانات الاخرى افواجا افواجا و يمكن للمتابع ان يشاهد بناء الكنائس الفارسية في العديد من الدول الاروبية خلال الثلاثين عام الماضية او مراجعة مخيمات اللاجئين كي يشاهدون بانفسهم و هذا لا شأن لنا فيه ومن حقهم ان يعبدون ما يشأون.
وأشار في حديثه ان التعويل على منظمة مجاهدي خلق كحليف لمواجهة ايران خطاء ستراتيجي يخدم الدولة الفارسية و يوحد صفوف الفرس لمواجهة الدول العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة.
وكشف صلاح الأحوازي ،«أن عدد كبير من كوادر المنظمة في السبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي كانوا من ابناء الشعوب غير الفارسية المضطهدين الذين كانوا يبحثون عن من يدافع عن حقوقهم الانسانية و القومية، ولكنهم اكتشفوا بعد الانفتاح انهم ليس الا ورقة و وسيلة لتمرير سياسات المنظمة العنصرية والسياسية وانها لا تعترف باي من حقوق شعوبهم وان هذه المنظمة ومثيلاتها من المنظمات الفارسية ليس الا الوجه الاخر للعنصرية الايرانية، ولذلك عادوا الى شعوبهم و هم الان في صفوف الفصائل التحررية التابعة للشعوب غير الفارسية».
“ان التطرق الخجول لقضية الشعوب غير الفارسية ونعتها بالاقليات العرقية مثل الاتراك و التركمان و العرب و البلوش و المديح بمنظمة مجاهدي خلق واعتبارها قائد الثورة في 1979 يعد خطاء ستراتيجي اخر”.
مشيراً على أن الشعوب غير الفارسية يشكلون اكثر من 70 % من سكان خارطة إيران الفعلية،مضيفاً أن عرب إقليم الأحواز كان لهم دور اساسي في اسقاط النظام الشاهنشاهي عام 1979 من خلال تعطيل الشركات النفطية في إقليم الأحواز المحتلة .
وتابع قائلاً ان الشعوب غير الفارسية قوى تحررية تناضل في اطار القانون الدولي و اصبحت لهم علاقات اقليمية ودولية واسعة رغم ضعف امكاناتهم ويشكلون الخطر الأساسي لتفكيك النظام الحالي في طهران .
ومن الاجحاف و المؤسف ان ينعت سمو الامير الشعوب غير الفارسية و خاصة الشعب العربي الأحوازي بالاقلية وهو يدرك ويعرف جيدا العلاقات التاريخية بين الشعب العربي الاحوازي حكومة و شعبا قبل الاحتلال الايراني للأحواز بالمملكة العربية السعودية والملك المؤسس رحمه الله.
وأكد على أن سمو الأمير تركي الفيصل يعرف جيدا ان هناك اثني عشر مليون عربي في الاحواز يقطنون على الضفة الشرقية للخليج العربي ويشكلون البوابة الشرقية للامة العربية و بوابة الامن القومي لدول الخليج العربي ،واثبتوا ولائهم القومي والوطني ويعتقلون ويعذبون ويعدمون يوميا من اجل هويتهم القومية و العربية و دعمهم لاشقائهم العرب .
وأضاف ان سمو الامير لم يشاهد الترحيب الاحوازي الشعبي بالفرق السعودية على ارض الأحواز او لم يسمع ما قاله الشاعر العربي الوطني الاحوازي احمد السبهان ابومنتصر عن المملكة و الملك سلمان عند بداء عملية عاصفة الحزم , و سجن و عذب حتى الموت و لم يندم على ما قاله بحق المملكة.
مشيراً على أن المئات من الاحوازيين يعذبون بتهمة الوهابية وولائهم للملكة العربية ،ولن نسمع فارسي معارض سجن وعذب من أجل العرب والمملكة .
ونتابع صلاح الأحوازي معتباً سمو الأمير قائلاً «لماذا كل هذه المواقف و المديح بمنظمة مجاهدي خلق و خذلان الاحوازيين ومعهم الشعوب غير الفارسية التي وقفت و عملت و اعلنت مرارا و تكرار عن دعمها للموقف السعودي و العربي عموما في مواجهة الاحتلال والتوسع الايراني الفارسي العنصري».
وقال “على الاشقاء العرب ان يدركوا تغيير النظام في ايران و استبداله باي جهة اخرى سوى مجاهدي خلق او أي جهة ديمقراطية او ليبرالية دون تحرر الشعوب غير الفارسية في ايران سيكون اكثر خطورة على الدول العربية خاصة الخليجية و اذا كان هناك من يعارض الدولة الفارسية الحالية في ايران بسبب الدولة الدينية و شعارات حقوق الانسان سوف لا يكون معارض فارسي عندما يكون الفرس غربيين و امريكيين اكثر من الغربيين و لذلك ننصح ان لا يعولوا على أي جهة فارسية في صراعهم مع الدولة الفارسية وكما قال المثل ان الحليم لا يلدق مرتين من جحر واحد”.
واعرب عن قلقه ازاء التصريحات التي تخرج من مسؤولين سعوديين حول القضية الأحوازية ونعتها بالأقلية ،حيث قال الأحوازي :”نسجل احتجاجا واضحا على مثل هذه التصريحات الغير دقيقة والمخيبة للامال ونعتبرها اجحافا بالموقف الاحوازي المشرف تجاه المملكة العربية السعودية و شعبها و ملكها ونؤكد ان قطر الاحواز العربي بشعبه الثاني عشر مليون نسمه و بجغرافية 375 الف كيلو مربع دولة خليجية عربية احتلت في العشرين من نيسان 1925 و يناضل شعبنا منذ ذلك التاريخ حتى هذه الساعة من اجل التحرر والحرية من براثن الاحتلال الفارسي و قدم الاف الشهداء و الاسرى في سبيل حريته و كرامته و هويته العربية التي لا يتنازل عنها ولا يساوم عليها كما نؤكد ان القضية الاحوازية قضية وطن و شعب وثورة وليس سلعة او ورقة للمزايدات و الخلافات بين الدول العربية و الخليجية خاصة و الدولة الفارسية المحتلة، كما ندعو عدم اصدار الصكوك البيضاء للمعارضة الفارسية دون مقابل و العمل على اخذ الاعترافات الرسمية من المعارضة الفارسية بالحقوق العربية المغتصبة من قبل الدولة الفارسية اولها الاعتراف بالاحواز دولة عربية محتلة و الحق لشعبها بتقرير المصير و كذلك الانسحاب الايراني من الجزر الاماراتية المحتلة و التوقف عن التصرف بالمياه الاقليمية الخليجية و اعتبار الخليج عربي واذا لم يتمكنوا من ذلك نطالبهم بعدم الاضرار بالقضية الاحوازية ونضال شعبنا المشروع”.